الجمعة، 5 سبتمبر 2008

زيارة عابرة .. علمتني

تعلمت من نفسي:
أنه إذا جلست مع أحد وجب علي إكرامه، لأني سآخذ منه صفة حسنة وأتحلى بها، وإن لم يكن،، فعلي أن أتعلم منه شئ يفيدني حتى لا يضيع الوقت الذي قضيته معه هباءآ .... هذا خلال جِلسة عابرة.
أما إذا نزل عندي ضيف فعلي إكرامه كرم العرب لضيوفهم، وأيضآ آخذ منه أشياءآ شتى إكرامآ له ودوامآ لسيرته عندنا.

وكل ضيف وقدره ... أتعامل معه بأحسن من معاملته لي ولكن،، أتوخى الحذر بقول الشاعر:
وإن أنت أكرمت الكريم ملكته ،،، وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا.

وهذه الأيام نزل عندنا جميعآ ضيفآ ما رأينا قط .. في مثل كرمه وروعته وجماله في كل أموره:
إلتزم هو آداب الزيارة حتى خجلنا نحن منه، وأكرمنا إكرامآ ما أكرمناه له، وأعطانا الهدايا التي لم نفكر أن نعطيه إياها.

تعامل معنا كأنه صاحب البيت واتخذ قوله شعارآ له الذي يقول فيه :
يا ضيفنا لو جئتنا لوجدتنا ،،، نحن الضيوف وأنت ربُ المنزل.

وعندما جلسنا معه واتبعنا معه آداب الجلوس والزيارة وحسن المعاشرة أعطانا وسام شرف بأننا:
"خير قومٍ وخير منزلٍ وخير أُمة أخرجت للناس"

وهو ضيف إذا تعاملنا معه بالإيمان والإحتساب كان لنا من الجزاء ما يكفي، وسمعت من يتكلموا في وصفه فقالوا:
"زائر خفيف جدآ ... فآخذ منه مايكفيني"، وأيضآ "هو ضيف كريم إن لم أُكرمه أُهان"


وهذا الضيف يأتي في العام مرة واحدة، نراه فيها لا نراه فيما سواها، وهو "شهر رمضان الكريم" وهديته لنا هى "صومه".
والذي قال فيه النبي _صلى الله عليه وسلم_ حين آتاه أبا أُمامة وقال له: مُرني بعملٍ يُدخلني الجنة قال: عليك بالصوم فإنه لا عَدلَ له.
وقال فيه رب العزة: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به.

وعن شهره قيل فيه:
"يا أخي ... رمضان زائر وأنت مزور فأين واجب الضيافة ؟؟"


لا شك أننا جميعآ سمعنا عن فضله وكرمه وثوابه وعاقبته ولكن .. واجبآ علينا أن نضيف شيئآ قيمآ لأنفسنا وللأخرين وله أيضآ في هذه الزيارة.

الاثنين، 1 سبتمبر 2008

ما جاءت به الحسناء ،،،

في بلدة صغيرة كان يوجد صبية كما يُقال عليها ...

"لها من الجمالِ ما لها ،،، لكن جمالها في القلبِ ما لهُ حدُ"

تُدعى هذه الصبية في بلدتها بالحسناء لأنها بالفعل هى "الحسناء".

تسكن في بيت كبير بهذه البلدة ، وهى ذو حسبٍ وذو نسبٍ بها .. وأصبحت ناضجة لسن الزواج ومهيئة لمن يأتي إليها ويأخذها من بيت أبيها ولكن ،،،

كان كثير من الشبان يخافون التقدم لها بأن يُرفضوا منها بسبب حسبها أو نسبها أو حتى جمالها .

واندهش كثيرهم عندما علموا بما تريده في مهرها .. وكانت المفاجأة لهم ،،
أنها تريد مهرها .. كمال الأخلاق مع إيمانها بأن الكمال لله - عز وجل - فمنهم من استسهل ومنهم من استصعب ومنهم من ترك أمرها ومنهم من صار على مبدئها له وثبت على رأيه فيها وجاهد وجد حتى يصل إلى مهرها.

ومن هنا جاءت الحسناء حتى تربي نفسها وتربي زوجها وتربينا معها على ما جاء به نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - بهذا الدين العظيم.